تحذير1 * تحذير2 * تحذير3

صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد ،
والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته

تحذير (1): من لا يحتمل المقامات العليا لسادات الوجود عليهم السلام ؛
رجاء لا يقرأ الموضوع.
تحذير (2): من لم يتعلم كيفية الغوص في بحار أسرار وجه
الله الأعظم فلا يقرأ السطور التالية.
تحذير (3): لست مسؤولا عن ضعاف اليقين
والإيمان إذا غرقوا في بداية أول ساحل الموضوع.
والواجب عليهم الابتعاد لأن
الأمواج قوية على ساحل البحر هنا.

ملحوظة:
أعلم أن بعضهم لا يرى هذا المقام عظيما نظرا لسعة اطلاعه ومعرفته
بمقامات ساداتنا المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، ولكن بعضهم عكس ذلك.

مثال:
إذا كان شخص يتلو القرآن الكريم ؛ الآية الكريمة: (إني أنا الله لا إله
إلا أنا).
هل يمكن لأحد أن يكفره ؟!
قطعا...لا. لماذا ؟؟
لأنه يقرأ
كلام الله تعالى ، يعني كأنه يقول: قال الله سبحانه: (إني أنا الله لا إله إلا
أنا).
فلهذا لا يكفره أحد لأنه ليس يقصد نفسه بكلمة: (أنا) ، بل يقصد أن الله
تبارك وتعالى يقول: (أنا).

ثانيا:
لا أحد يعترض على كتاب الله أنه يقول: (أنا) ؛ لأنه ينطق عن الله
تعالى ويحكي وينقل لنا قول الله بل هو عينا كلام الله سبحانه.
أرجو أن يكون
واضحا لأن المسلك دقيق جدا ،
ولأن ما سيأتي أعمق بكثيييير.
فارجع واقرأ
ما سبق مرة أخرى إذا كانت الصورة لديك غير واضحة.

تمهيد:
فإذا كان القارئ للآية الكريمة: (إني أنا الله لا إله إلا أنا)
لا
يكفر ولا يخطأ ولا أحد يعترض عليه ، بل من يعترض عليه يوصف بسفاهة عقله ، لأن هذا
القارئ إنما يقرأ كلام الله عز وجل وليس يدعي ذلك لنفسه.
وكذلك القرآن إنما هو
كتاب الله الصامت والمتكلم حقيقة هو الله تبارك وتعالى فلا يمكن الاعتراض على ذلك
بأي وجه من الوجوه.

صلب الموضوع:
لماذا تقبل إذا قرأ القارئ: (إني أنا الله لا إله إلا
أنا)
ولا تقبل إذا قال الآية الكبرى ذلك؟؟؟
لماذا لا تعترض إذا قال
كتاب الله الصامت: (إني أنا الله لا إله إلا أنا)
وتعترض إذا قال ذلك كتاب الله
الناطق ؟؟!
لماذا الاعتراض ما دام أنهما ينطقان عن الله عز وجل؟!
أليس باب
مدينة العلم المحمدي هو لسان الله الناطق؟؟
أم أنك لا تعتقد بذلك!!

تنوير ملكوتي:
إن ميكائيل عليه السلام هو موكل بالرزق مع أن الرزاق هو الله
سبحانه وتعالى.
إلا أنه يفعل ذلك بإذن الله تبارك وتعالى.
إذن كلاهما رازق
إلا أن ميكائيل بإذن الله ومن عند الله تعالى ، أما الله سبحانه فأفعاله كلها ليست
بإذن أحد على الإطلاق.
مثال للتفهيم:
فإذا وقف شخص أمام المرآة وقال: أنا
زيد.
حتما ستقول صورته التي في المرآة كما قال: أنا زيد.
فهل يوجد بينهما
فرق؟؟
نعم...الفرق هو أن الصورة هي بإذن زيد ولولا أنه قال ذلك لما قالت
أبدا ، بل لا تخالف مشيئتها مشيئته (إذا شاء الله شئنا) ، لأن هذه الصورة في مقام:
(عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون).
أما زيد فهو الأصل والحقيقة
والذات ولله المثل الأعلى.

هل أنت ممن تكفيه الإشارة ؟!
هل يمكن لشيء يقوله زيد أمام المرآة ولا يمكن أن
تقوله صورته؟؟!
إذن كل ما يقوله زيد ستقوله الصورة في المرآة.
ولا يمكن لأحد
أن يقول بأن الصورة هي زيد بل هي تقول جميع ما يقوله زيد بإذن زيد والمتكلم هو زيد
وليس الصورة.
لأن الصورة هي لسانه الناطق ومظهر أفعاله ليس إلا.

فجميع ما يقوله سبحانه سيقوله فعله الكلي وآيته الكبرى بإذن الله تعالى.
لأن
المتكلم الحقيقي هو الله سبحانه ولكن بلسانه الناطق بإذنه سبحانه.
لاحظ أنه إذا
نطق لسانك فإن المتكلم ليس لسانك بل أنت ولكن بواسطة لسانك.
وأعتذر لكم أعزائي
بأنه لا يسعني الكلام إلا هكذا خوفا من فرعون وملئه الظالمين ، وخوفا ممن لا يتقن
السباحة في مثل هذا البحر الخضم فيتهمنا ، رغم أننا حقيقة مقصرون في معرفة وجه الله
الأعظم.
وتأكد ـ عزيزي القارئ ـ مهما قلنا في درجاتهم الرفيعة عليهم السلام فهم
مخلوقون مرزوقون بل لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا إلا بإذن الله جل
وعلا.
وجميع ما ذكرنا فما هو إلا مما تفضل به الله سبحانه عليهم
(آتاكم الله
ما لم يؤت أحدا من العالمين).

تذكير مهم: من الأفضل أن ترجع مرة أخرى وتقرأ التحذيرات الثلاثة التي في صدر
الموضوع أعلاه ، حتى تركد قليلا إذا كنت تشعر بدوار في الرأس.